رسالة مركز الحسو للدراسات الكمية والتراثية
الى المؤتمر السنوي الاول للتاريخ
المنعقد في العاصمة اللبنانية بيروت
يحيي مركز الحسو السيدات والسادة المشاركين في المؤتمر الاول للتاريخ الذي يقيمه (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات) والذي ابتدأ جلسته الاولى يوم امس الموافق 21/02/2014 ، ويشيد باهتمامه بموضوع ذي اهمية بالغة ، وهو :
التاريخ الشفوي : المفهوم والمنهج وحقول البحث في المجال العربي .
ويود الإشارة الى أمرين أولهما ان ثمة محاولات خطيرة تجري حاليا لتشويه تاريخ الأمة ،وفي مقدمتها التاريخ الشفوي جراء تصدي عديد من المعنيين بذلك ، لعرضه بالصيغة التي تلائم فكرهم وتوجهاتهم السياسية بعيدا عن الحقيقة ودون امتلاك للثقافة التاريخية والمنهجية اللازمة ، مما ادى الى تقديم التاريخ بشكل مغاير لحقيقته ، وثانيهما عزوف الكثير من رجالات القرن الماضي عن الإدلاء بشهاداتهم التاريخية و مذكراتهم خوفا من القوى المهيمنة على مستوى المجتمعات والدول.
وليس من شك ان مؤتمركم هذا سيكون له دوره في تقديم الحلول الناجعة من جهة وتوعية الرأي العام نحو اعتماد منهجية علمية سليمة متجردة من اجل الوصول الى الحقيقة .
وأننا اذ نبارك لكم اهتمامكم هذا نأمل ان نحصل على إسناد كم في دعوة مركزنا للدوائر التاريخية وأقسام الدراسات العليا لتبني المنهج الكمي الإحصائي في الدراسات التاريخية باعتباره جزءا لا يتجزأ من منهج البحث التاريخي ، ولا يخفى عليكم ان غياب المنهج الكمي والوسائل التقنية والإحصائية في التعامل مع النصوص التراثية ؛ شفوية او مدونة ، يعني غيابا لجوانب كثيرة من الحقيقة التاريخية . ان المنهج الكمي يشكل مرتكزا ضروريا في اطار اصول وقواعد منهج البحث التاريخي، كونه يوفر إمكانات كبيرة للاقتراب الدقيق من الحقيقة التاريخية والابتعاد عن الانتقاء في التعامل مع المصادر ومضامينها ويؤمن استنباطا دقيقا للمعلومات ودلالاتها سواء كانت ظاهرة أو باطنه ، جزئية أو كلية وكذلك معرفة مدى تأثيرها و تأثرها ببعضها، مجتمعة أو منفردة
ننتهز هذه الفرصة للإعراب عن بالغ تقديرنا وتمنياتنا لكم وللمؤتمرين بالتوفيق التقدم.
أ.د. احمد عبد الله الحسو
مدير مركز الحسو للدراسات الكمية والتراثية
المملكة المتحدة
22-02-2014م